التقارب الروسي السعودي وتداعياته على حرب اليمن في اطار الرؤية الروسية للحل السياسي في اليمن ومدتها الزمنية
يمنات – صنعاء
أعتبر موقع “غلوبال ريسيرش” الأمريكي أن زيارة الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إلى روسيا نجم عنه ترسيخ الدبلوماسية العسكرية، التي يعتمدها الكرملين على صعيد العلاقات مع دول الشرق الأوسط، لا سيما السعودية.
و توصلت الرياض إلى اتفاقات مع موسكو لشراء المنظومة الصاروخية “إس 400″، إلى جانب التعاقد على رخصة لتصنيع بنادق “كلاشينكوف” في السعودية.
و أعتبر الموقع ذلك الاتفاق أساس صلب لبناء علاقات استراتيجية بعيدة الأمد بين روسيا و السعودية في سياق تقاربهما الشامل و السريع حول جملة قضايا.
و في تقريره المنعون بـ”هكذا يمكن للتقارب السعودي – الروسي أن يؤثر في اليمن” أكد الموقع أنه يصح القول إن التقارب الروسي – السعودي في الآونة الأخيرة أحيط بالكثير من الجدل، مع إعلان واشنطن عن عزمها بيع منظومات “ثاد” الصاروخية للرياض بقيمة 15 مليار دولار، كـ”رد فعل أولي” على زيارة الملك سلمان إلى موسكو. مستدركا بالقول: إلا أن هذه الخطوة الأمريكية كانت ترمي إلى “إثارة الشكوك” بشأن تقارب الجانبين.
و كشف الموقع يف تقريره الذي أعده “أندرو كوريبكو”، المتخصص في قضايا الاستراتيجية الأمريكية ضمن أوراسيا و أفريقيا، أن تلك المؤشرات تشي بأن السعودية تعتبر اليوم ميداناً للمنافسة بين موسكو و واشنطن في حقبة “الحرب الباردة الجديدة”، و هو أمر ما كان يمكن تصور حدوثه قبل عام فقط.
و اعتبر أن ما يشاع بأن الصفقات العسكرية المعقودة بين الرياض و موسكو ستقود إلى تصاعد حدة العنف في حرب اليمن “لا أساس له”، على اعتبار أن استخدامات منظومة “إس 400” إنما هي دفاعية محضة، فضلاً عن أن عملية البدء بتصنيع بنادق “كلاشينكوف” في الداخل السعودي ستستغرق بضع سنوات.
و لفت الموقع إلى إن عقد “صفقات إضافية” لشراء صواريخ “كورنيت” المضادة للدروع، و راجمات صاروخية من نوع “توس 1″، إلى جانب قاذفات القنابل “أي جي إس 30″، قد يكون “أكثر إلحاحاً (بالنسبة للسعودية) لتغيير ديناميات ميدان الصراع” في اليمن.
و نوه الموقع إلى أن روسيا ترى أن بيعها السلاح إلى الرياض لا يعني تراجعاً عن موقفها الداعم لـ”عبد ربه منصور هادي”، باعتباره “الرئيس الشرعي للبلاد، من جهة، والداعي إلى تفادي إلحاق الأذى بالمدنيين جراء غارات الحملة الجوية التي تقودها السعودية في اليمن لإعادته إلى الحكم”، من جهة أخرى.
و منظور الموقع الأمريكي، فإنه إذا كان هناك من يقلق بأن يؤدي وصول الأسلحة الروسية الجديدة للرياض إلى تمادي السعوديين في حربهم داخل اليمن، فإن هناك من يرى أن صفقات الأسلحة بين روسيا و السعودية من شأنها أن تفتح الباب أمام احتمال انسياق السعودية خلف القيادة الروسية نحو “رسم حل توافقي” في اليمن، على غرار ما تعمل عليه موسكو لحل الأزمة السورية عبر مسار محادثات آستانة.
و يشمل هذا المسار، وفق الموقع، سعي موسكو إلى توفير الظروف الملائمة لمخرج من الأزمة اليمنية، بشكل يحفظ ماء وجه المملكة، و يفضي إلى تمييز “الإرهابيين” المنتمين إلى تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، عن “الحوثيين”، إلى جانب عقد محادثات بين أطراف النزاع برعاية الدول الكبرى، إثر الاتفاق على أسس وقف إطلاق النار، و تحديد نطاق مناطق “خفض التصعيد”، ليصار بعدها إلى صياغة دستور جديد، و إجراء انتخابات تحت إشراف دولي. مرجحا أن يستغرق هذا المسار ما بين عام و عامين على أقل تقدير.
و بخصوص طبيعة الحكم في اليمن وفق الصيغة المتصورة للحل، شدد الموقع على إمكانية إضفاء الطابع المؤسسي على واقع التقسيم في البلاد عبر تبني نظام “الفيدرالية”.
و أكد الموقع على التقارب الروسي – السعودي يمضي بوتيرة متسارعة، و أن الأبعاد العسكرية و السياسية لهذا التقارب لا بد و أن يكون لها تداعيات مهمة على الحرب في اليمن.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا